منتوج فنّي تُراثي أصيل انطلق مع الأجداد و أثّث أغلب تظاهراتهم الثقافية الشعبية التي احتوتها ظاهرة " الزّردة " ثم أصبح رقص " المْداوري " بما يفرضه الاسم من شكل دائري ينتهجه الحصان ، وهو في النهاية نمط فُرجوي استعراضي .
في المْداوْري يتفنّن الفارس في التحكّم بالحصان و توجيهه في رقصة دائرية على أنغام الطبول و على إيقاع " السعداوي " فيحدث فرجة رائقة لمشاهديه بقفزاته المتكررة نحو الأرض و عودته إلى صهوة الحصان بخفة و رشاقة و حركات بهلوانية و بطبيعة الحال لا يُحذق هذه المهارات إلاّ الفارس الذي ترعرع في عائلة تحسن ركوب الخيل و تملك الحصان ، وهذا ما نلاحظه في جميع الفرق المتخصّصة في عروض المْداوري مثل أولاد بن غرس الله أو فرقة أولاد بوذينة .. و كما نرى تسمى الفرق بأولاد يعني أبناء و بنات الوالد الفارس الذي لقّنهم فنون المداوري منذ الصغر ..وهنا نلاحظ كيف يتبادل الأبناء النزول و الصعود فوق الحصان المتدرّب و الذي تربطه معهم علاقة ألفة منزليّة و ميدانيّة ، ينطلق الحصان إذا يرقص و يقفز على نغمات المزمار و الطبل بثبات فاسحا المجال للإخوة كي يُبرزوا مهاراتهم و يُمتّعوا الجمهور باستعراضات سريعا ما تلاقي بالتصفيق و الزغاريد . وقد اقترنت عروض المْداوري الفروسيّة و سباقات الخيول وهي ظاهرة منتشرة في مناطق عديدة بالبلاد التونسية نذكر منها مدينة دوز و مدينة سوق الأحد بقبلّي و مدينة المكناسي بسيدي بوزيد و مدينة حفوز بالقيروان مدينة القطار بقفصة ومدينة تطاوين و غيرها من باقي المناطق المعروفة بتربية الخيول .المُعِدّة للسباقات .