رقص البنقا والسطمبالي


السطمبالي تلك الرقصة ذات الأصول الإفريقية غزت الجنوب التونسي واختصّ بها بعض الراقصين باعتبار اعتقادهم في الوليّ الصالح سيدي مرزوق و خلال الحفلات التي تقام لزائريه تكون مصدر فرجة و إمتاع في السهرات وفي الأمسيات و في السهرات  يتحلّقون حول ألسنة النّار ويشرعون في الرقص و الغناء " الله ألله يا بابا سيدي مرزوق يا بابا.. ونجيك انزور يابا.. راقد النخلات يابابا.. "  ثم أخذت تتطوّر بمرور الزمن حتى صارت تحمل لونا جديدا للفلكلور التونسي و تساهم في تصوير جانب مهم من حياة بدو الصحراء خلال ممارستهم لاعتقاداتهم . ولا يفوتنا أن نُنوّه بمجهودات العاملين على إحياء هذا الفولكلور بامكانياتهم الذاتية ضاربين مثلا في المحافظة على عادة مهمّة من الموروث الثقافي للجهات الداخلية التونسية و منهم نذكر فرقة أولاد الديوان بتوزر بحي التْبابسة  يقودها القيدوم : حسن شوشان و تختصّ في رقصات البنقا.. و تتكوّن من 12 عنصرا لكل واحد اختصاص معيّن من حامل الطبلة إلى حاملي العِصِي إلى الفتيات بألوان كثيرة من البُرنس .. و تظهر هذه الفرقة بهذا النوع من الرقص عادة بالاستعراضات الخاصة بالأيام الأولى للمهرجانات باعتبارها تهتم بتنشيط الشوارع و إحياء أمسيات للترفيه برقصات مستنبطة من التراث الإفريقي. ترعرعت موسيقى السطمبالي في الزوايا و مقامات الصالحين  ثم تطوّرت من خلال توضيف آلاتها الموسيقية مثل " الشقاشق " و  "القمبري " في عروض فنيّة موسيقيّة ذات طابع تراثي  و فرجوي و أصبح الناس يُقاسمون الزنوج أوجاعهم و ثقافتهم الموسيقية من خلالها حتى أصبح السطمبالي رسالة عالمية و نَمَطًا فنيّا استهلاكيا .