الرقص بالألعاب النارية


من أنواع الرقص الاستعراضي المثير و المدهش الرقص الذي يعتمد على الرسم بألسنة النّار أو إحداث أشكال من خلال شفط نزر قليل من البنزين و قذفه في الفضاء مع تقريب مشعل إلى حيث يُرمى رذاذ البنزين كي تتعالى ألسنة اللهب فيتفنّن الراقص في طريقة تسريب البنزين من بين شفتيْه لإحداث أشكال مُبهر تُثيرُ دهشة المتابعين  و تبدو هذه الرقصة أو اللوحة الاستعراضية  على غاية  من الخطورة باعتبار وجود النار و البنزين لذا فإنّ الراقص أو العارض يكون دائما عل اُهبة الاستعداد لأيّ طارئ و بتعامل مع هذه المواد  بِحِرفيّة كبيرة و حذرٍ شديد لا يُلاحظه المُتابعون له وهنا تتفاوت المهارات و القدرات فمثلا  " العريبي " من مدينة دوز راقص فلكلوري يعتبر هذا الفن صعبا على غيره لأنّ له حركات خاصة حيث يرقص و يتمايل وهو ينفخ بألسنة النار وهذا صعب إذا ما اعتبرنا أنّ العروض تكون عادة في فضاء مفتوح تتعرّض ألسنة النار إلى الإطفاء من الهواء أو تزداد ارتفاعا وهو ما يؤكّده  العم " حسن شوشان " قائد فرقة أولاد الديوان بتوزر . إذن يعتبر هذا الفن مهارة خارقة بامتياز تكون فيها القدرة على التحمّل مصحوبة بعدم الخوف و الشجاعة في مجابهة ألسنة النار المتصاعدة خصوصا  و أنّ الراقصين بالنّار يتّفقون جميعا على ارتداء ما خف من الثياب حيث يظهرون نصف عاريين حتى لا تطال النار ثيابهم فيصير المشهد مأساويّا . هذا الفن الاستعراضي لم يعد مُقتصرا على جهة دون أخرى حيث تناقله المغرمون ممّن تتوفّر فيهم الخِصال المذكورة سابقا.وأصبح يُؤثّث العروض السياحية  و حتى مسرح الشارع  و لكنّه في النهاية يظل من صميم التراث التونسي الذي يتشارك فيه مع بعض البلدان الشقيقة ز ذلك لأهميّة فن الاستعراض و الحركات البهلوانية قديما في إمتاع الملوك و السلاطين .