إنّ هذا النّوع من الرقص الصحراوي من اختصاص المرأة حيث تتفرّد به النساء و الفتيات فتُلقين شعورهنّ و تدفعن به شمالا و يمينا و إلى الخلف و الأمام مع تطويع الرأس بطريقة لا تُرهِق الفتاة و " النّخ " يتبع عادة فرقة " الموقف " التي انطلقت منذ القِدم على إيقاع الطبلة الصغيرة أو البندير الذي يضرب بالعِصي وقد اختصّ به عادة مُتساكني مدينة الفوار الصحراوية .هذا النوع من الرقص يصعب على الكثير من الفتيات ذلك أنّ قدرة التحمّل لمدّة طويلة من الزمن يعرّض الرأس إلى عشرات الدورات و الشعر إلى حركات و تموّجات عنيفة قد تُلحق الأذى بالبعض منهنّ.
و هُنا تَبرز قُدرة اللاّتي تَعوّدْنَ منذ الصغر على هكذا رقص حتى صِرن تقمن بالحركات دون قلق أو تعب أو توتّر الطفلة " منال بن صالح" ابتسمت حين أشدنا بقدرتها على تحمّل ردهٍ من الزمن فاق العشرة دقائق وهي " تنخّ " في أحد أعراس الجنوب التونسي و قالت : " أنا أحببت النخ منذ الصغر و قد ساعدني على ذلك طول شعري عكس أختي التي أقلقها قصر شعرها " و بسؤالنا عن الألم الذي يُلحقه النخّ برأسها أو رقبتها أجابت : " لا بالعكس أنا لا أشعر بأيّ ألم فأنا أُقسّط طاقتي في التحمّل و أقوم بطريقة تمكّنني من أخذ قسط صغير من الراحة حين أُلقي بشعري بقوّة إلى أحد كتفيْ ثم أسحبه بهدوء وهكذا أُلقي بقوّة و أسحب بهدوء و المتفرّجين لا يلاحظون ذلك بل إنّني أسمع الكثير منهم يقولون " مسكينة هالبْنيّة راسها قْريب يتقلّع " و لكنّني متعوّدة على رقصة النخّان و لا أجد أي تعب فيها " . لاحظنا بعض الفتيات الأخريات تُؤيّدْنها الرأي بإيماء رؤسهنّ وابتساماتهن ففهمنا أنّ الدُّربة كفيلة بأن تجعل المرء قادر على تحمّل ماهو فوق طاقته .