الرقص هو أحد الفنون التعبيرية التي تقوم على تحريك أعضاء الجسم بطريقة متناغمة مع الإيقاع أو الموسيقى المُصاحبة وله أنواع متعدّدة حسب الجهات و حسب الموروث و حسب الذّاكرة الشعبية إذن هو رقص استعراضي يؤديه راقص واحد بجملة من الحركات المتناسقة و يرفع فوق رأسه عدد من الجِرار أو كرسي بأسنانه على إيقاع الطبل و المزمار فيبهر الجمهور و يُشكّل فرجة مميّزة يتفنّن الراقصون في ابراز تفاوتهم في مهارة رفع الجرار و القدرة على التحمّل فهذا يتباهى برفع الجرة الأولى و الثانية و الثالثة إلى حدود الثامنة و هذا يشير إلى رفيقه بإضافة الجرة التاسعة و العاشرة و الآخر يتحدّى الجميع برفع اثنتيْ عشرة جرّة يحدث هذا أمام دهشة الجميع فتتعالى تحذيراتهم للقريبين من الراقص بالابتعاد خشية أن تقع عليهم الجرار في حين يتمركز البعض بآلات تصويرهم لأخذ صور تذكاريّة ، وفي هذا المشهد يمكن الحديث عن فن جميل بمهارات عالية باعتبار هذا المزج بين الرقص و الحضور الذهني للتماسك و رفع التحدّي في القدرة على التوازن.
و رافع الجرار إن صحّة تسميته مطالب في استعراضه أن يكون مرتديا للجلوالي وهو تلك التنّورة الفضفاضة التي تسمح بانتفاخها في شكل دائري حول الراقص فتعطيه حجما أكبر من حجمه و تُضفي عليه من الجمالية فكلما ترك حركة بسيطة دارت هي في الهواء وهي مشدودة بحزام من القماش الأصفر أو الأحمر حتى يُضيف إلى بياضها زينة للعارض وقد اشتهرت في هذا النوع من الرقص فرقة النجوم الخمسة من مدينة دوز بولاية قبلّي فصالت و جالت بهذه العروض في المهرجانات التونسية و حتى الليبية و الجزائرية .