الرمو


الرمو او هدية الختان والزواج "ما تدفعه اليوم، تقبضه غدا"..من العادات التي سنها الاولون وتمسك بها اللاحقون الى يومنا هذا لما فيها من روح التعاون والتكافل والمودة. عادة الرمو..والتي تتمثل في تقديم هدية نقدية الى صاحب الفرح في العرس او غيره من المناسبات الاحتفالية المختلفة ونذكر بالخصوص حفلات حنة العروس وحنة العريس والختان والولادة .
ويعتبر الهدف الرئيسي من تقديم الهدية النقدية المساعدة في تحمل التكاليف والمصاريف المختلفة من جهة والتعبير عن توفر روح التعاون والتازر والمشاركة في الافراح من جهة اخرى..وتختلف قيمة الهدية او الرمو با ختلاف المستوى المادي للاشخاص فكما يمكن ان تكون قيمتها دينارين يمكن ان تفوق في بعض الاحيان للعائلات الموسرة الف دينار وذلك حسب المصالح المتبادلة بين المهدي والمهدي اليه وحجسب الامكانيات المادية..لكن اللافت للانتباه ان عادة الرمو قد تغيرت شكلا ومضمونا بين الماضي والحاضر اذ طغت عليها صبغة المصلحة و الإشهار بقيمة الهدية امام الحاضرين في حين كانت في الماضي تكتسي طابع السرية المطلقة ويسودها مفهوم "كل قدير وقدرو..واللي حضر يززي".فلا يشعر الفقير بالاحراج ولا الغني بالتعالي والامتياز السلبي..
والغريب في هذا الامر ان هذه العادة الجميلة من حيث مفهومها القديم الذي اعتمد على المثل القائل: ان العظمة فيها وذنين يتشاملوها اثنين.. قد اكتست لدى البعض طابع الضرورة والجبر على الدفع فتحولت بذلك الى حمل ثقيل وعادة تدفع بالبعض ممن يعوزهم المال خلال تلك المناسبات الى العزوف عن القيام بواجب الزيارة والتهنئة مما يترتب عنه قطع اواصر الصداقة او القرابة... 
محمد لمحد الشائبي