النخلة هي القلب النابض للجنوب الغربي الذي يضخّ الدماء في المنطقة فينعشها اقتصاديا وسياحيا وثقافيا، فبحسب المركز الفني للتمور، تصل مساحة الواحات في تونس إلى 40.5 ألف هكتار، مزروع فيها 5.4 مليون نخلة، فيما يعمل في هذا القطاع 60 ألف فلاح في أربع ولايات تونسية.
مرحلة نضج التمور وتحوّلها إلى “دقلة” تسبقها عدة مراحل أهمها مرحلة تلقيح النخلة أو ما يعرف بـ “تَذكِيرِ النخلة”.
ويتميّز نخيل التمر بأن الأزهار المذكرة تنمو وحدها وكذلك الأزهار المؤنثة، أي أنهما لا يوجدان في نفس الشجرة، إذ أن النخل يتكوّن من جنسين ذكر وأنثى، وبالتالي لابدّ بأن يتدخّل الفلاح لإيصال حبوب اللقاح من النخيل المُذكّرة إلى الأزهار المؤنثة.
انطلاق عميلة تلقيح النخلة تكون في فصل الربيع عادة في شهر مارس من كلّ سنة، ومن الممكن أن يكون منذ أواخر شهر فيفري ويمتدّ حتى أوائل شهر ماي، وذلك بحسب الظروف المناخية.
ويعمل الفلاح على اختيار الوقت المناسب فيمكن أن يختلف الموعد من نخلة إلى أخرى وحتّى من عرجون إلى آخر، ويكون موعد التلقيح المُناسب عند اكتمال نمو الطلع وانشقاق غلافه بيومين إلى خمسة أيام، أي عقب نضج الأزهار المؤنثة وتشقق الغلاف وبروز الشماريخ، وإن مرّ الموعد دون تلقيح النخلة فلا تنتج تمرا طيب المذاق من نوع الدقلة بل “سيص” وهو نوع من التمور لا يصدّر ولا يُباع .