العروس و الحمام (حامّة قابس)


عند الهزيع الأخير من الليل تستعد عائلة العروس للذهاب إلى الحمام،تخرج النساء الكبار تتوسطهن الصبايا وبينهن العروس في لحاف خاص بها،يبدأ ايقاع الطبلة عبر الشارع،والصبايا يرددن الأغاني الخاصة بالحمام ويسمى"الجراد" مثل:

هيا انعموا يا مـَـا....هيا نعموا يـــا

تسير كوكبة النسوة تحت حراسة شباب العشيرة،وعند دخول النسوة إلى الحمّام تبقى مجموعة الشباب في الإنتظار خارجا وفيهم من يقصد الفطار عند مباشرته للعمل فجرا فيشتري الفطائر ساخنة تـُقدم للجنادة مرافقات العروس،داخل الحمّام تقسم المجموعات، النساء الكبار في جهة والصبايا مع عروسهم في جهة أخرى.
عند المساء اثر ارتداء العروس ملابسها وانهاء زينتها تـُقاد من الحجرة إلى وسط المنزل لتتوسط الحاضرات فوق منصّة مرتفعة نسبيا عن سطح الأرض المفروشة بمرقوم وزرابي فتتجمّع حولها النسوة كبارا وصغارا فتبدأ "الجلوة" فتتجلى العروس في أبهى صورة،وتبدأ رش الحاضرات بالحلوى وقديما جدا كانت ترشهم بالتبن ، ومن حين لآخر تتقدم امرأة شابة أو مُسنة فتبدأ تعداد مناقب العروس وكفها فوق الرأس قائلة:

أحضر يا زين وكدّسْ ــ العروس راهي عاونتني في زربية ولدي
 تأتي أخرى:
أحظر يا زين وكدس، راهي جتني رغاطة باش اِنحضر العُولة
ثم بعدها:
أحظر يا زين وكدّس، راهي خزنتْ معاي التمر
وتليها أخرى:
أحظر يا زين وكدس،راهي حضّرت معاي صوف البطانية...

أحظرا يا زين وكدّس،جملة تتخللها الزغاريد،وفي هذه اللحظات تهطل دموع العروس مدرارة تتوزع دموعها ما بين الفرح ومغادرة بيت العائلة.
وحين يحل موعد الرّحيل ومغادرة بيت الأب يكون الهودج و المحفل و فرقة الفنون الشعبية قد حلوا لمصاحبة العروس في رحلتها،وبداية من عشرية الخمسينات اختفت "الجحفة" وحلت محلها السّيارات،ومن العادات المرتبطة بخروج العروس لامتطاء وسيلة النقل،تـُسحب من كفها وهي تمشي الهوينى عن طريق أحد أقاربها يحمل من الأسماء محمد أو علي...وعند وصولها إلى محل سكنى العريس تتصدر وسط الحوش فتأتي النسوة والصبايا من الجيران والحي لمشاهدة العروس وتبدأ التعليقلت على جمال العروس وحضورها ،وقبل حلول المغرب تقف العروس استعدادا لدخول بيتها تـُمسك بيدها بيضة،ترمي البيضة فوق قفص الباب مباشرة ثم تتخطى العتبة مسرعة لكي لا تندلق عليها البيضة،هذه العادة كانت سائدة عند الكثير من العائلات المقيمة في المدينة انقرضت الآن مع تغير مراسم دخول العروس.

 رمضان لطيفي