عندما أسّس المورسكيون ( الأندلسيون ) مدنهم العشرين في البلاد التونسية كانت تستور أكبرها و أحضرها ( حسب ابن دينار )
و تعتبر تستور المدينة الوحيدة التي يوجد بجانبها عديد الأودية أهمّها : وادي مجردة ـ سليانة ـ خلاّد ـ وادي جبانة ـ وادي الحلوف ـ وادي عْوينة ـ وادي الباجي. و يوجد بها في نفس الآن 14 جامعا و مسجدا موزّعة بمعدّل واحد في كل نهج أو نهجين .. في الاحتفال بعيد الفطر أو عيد الأضحى يُقام موكب مهيب للإمام قبل الذهاب إلى الجامع صباحا و عند الخروج إلى حدود منزله بمرافقة التهاليل و الأناشيد الدينية.
بطحاء الفنون :
هي بطحاء مهيّأة مع التعاون الاسباني تتفرد بأشجار النارنج و النخيل و الياسمين و الورود و التبليط بالكذّان و الحنفيات ( الخصّات ) المرخّمة في شكليها الدائري و المربع و لهذه البطحاء تسميات أخرى منها بطحاء الظل و هي القلب النابض للمدينة تتوسّط الاحياء العتيقة و تجاور الجامع الكبير مباشرة.
المنزول :
سكّان تستور هم الوحيدون الذين يحضرون قبورهم و هم أحياء و يسمون الواحد منها منزولا, فعادة ما يكون لكل كهل منزل في المدينة و منزول في المقبرة .
راس العام العجمي :
تستور هي الوحيدة التي تحتفل تلقائيا برأس العام العجمي يوم 14 جانفي من كل سنة و للتفاؤل بعام فلاحي مثمر يتم إعداد الملوخية ( للتدليل على الاخضرار ) و الرمان و البيض المسلوق ( كرمزين للخصب ) و نفس الشيء باحضار البرتقال و الخبز المبسّس .. و يتم بالمناسبة تبادل الأطباق بين العائلات .
الأعراس :
كان العرس يدوم أكثر من سبعة أيّام لكل يوم اسمه : القُفّة ــ التعليقة ــ الفرش ـــ الحنّة ـــ الحمّام ـــ الصبايا ـــ الحجّامة ـــ الصباح ــ السابع .
الهجّة :
عاشت تستور حدثا فريدا في الحرب العالمية الثانية مدة فاقت ستّة أشهر هجر فيها كل السكان ( بين مسلمين و يهود ) المدينة إلى الأرياف و البساتين المجاورة ( أواخر 1924 و أوائل 1934 م ) في ظروف قاسية جدا و سمّيت تلك الفترة بـ " الهَجّة " و فيها تمّ إلقاء عدد من القنابل من الطائرات فتهدّمت عدّة مبانٍ و خاصة صومعات جوامع : الرحيبة و الطبيب و بوتريكو .
بقلم : رشيد السوسي