يا سادة يا حضار… احني وانتم انصلوا على النبي المختار ... نحكوا اليوم علّي جري وصار في ماضي الأيام... أيام أمجادنا وحكايات أجدادنا ... أجدادنا كانوا يعيشوا قبايل رحل في الصحراء ايتبعوا المرعى الخصب، وكانت القبايل تغزي في بعضها بعض... وسعد اللي حاز القوة والغلب ... نحكو اليوم يا سادة ياحضار عل حكاية " ولد قليد النجع " و القليد هو قايد القبيلة وشيخها .....يحكو على واحد من شيوخ واحدة من القبايل الكبيرة راجل مقتدر ومهيوب هو زميم القبيلة وهودليل أشوارها ..رزقه المولى بولد واحد بعد طول انتظار...رباه احسن تربية وعلمه احسن تعليم .... لكن كي كبر لاحظ اللي هو ما يحب يكلم حد وديما منزوي وحده .....لايكلم حد لا يخالط حد الشي اللي حير بوه وقلقه...استشارشيوخ القبيلة...قالوله الراي يا سيدنا تعرسله .....عمله عرس كبير معتبر ما شافوشي كيفه في هاك الوقت .... كي دخل على عروسته ،، حط ايده على راسها وسألها :
هالراس لمن ؟ ، قاتله : راسي ....قاللها : انت طالق بالثلاثة ....وخرجها في الحين ....الناس الكل حاروا وتعجبوا وما عرفوا سبب لهالطلاق العجيب ...الشيخ قال بالكشي هالمرا ما عجبتشي ولدي ... زوجه باخرى ....صارلها كي لولى ,,,زوجه بثالثة ... نفس الحكاية ....وبدوا الناس يزيدوا وينقصوا واتهموا ولد الشيخ بالجنون ... والده حزن حزن كبير وقرر ايبعده على عيون الناس واغتنم فرصة زيارة واحد من اعز اصحابه من مشايخ البدو وخبره بقصة ولده وطلب منه يهزه يعيش معاه في البادية .بعد ما اقام صاحبه عنده ايامات في العز استاذن في الرجوع آذنله ...خرج ومعاه ولد قليد النجع قاصدين البادية وين مضارب صاحب الشيخ .في الطريق تلفت ولد قليد النجع لصاحب بوه وكانوا الزوز راكبين قاله : ياعم هيا تركبني والا نركبك ؟ ...الشيخ ضحك من كلامه وماردش عليه ...قال في خاطره : هاهو بدي ياخذ ويعطي .
بعد مشوار وهوما يمشو تعدوا على قبر وقف ولد قليد النجع على هاك القبر وقعد يتحدث معاه قاله : يا لندرى يا قبر مولاك حي والا ميت ؟ ... تيقن الشيخ اللي الشاب معتوه ودعاله بالشفا ....برا ...برا ...برا ... هاهم يمشوا ، يمشوا ، يمشوا لين تعدواعلى زرع كيف بدا يطيب تلفتله ولد قليد النجع وقاله: يا لندرى يا زرع اهلك كلوك اخضر والا يابس ؟ زاد الشيخ تيقن اللي الشاب مكمل في عقله مسكين وربي يجبرله .... وفي طريقهم تعدوا على دوار ، ضيفوهم جابولهم حلاب لبن ومدوه للشيخ ، ولد قليد النجع خطفه منه بسرعة وشرب منه هو لول ...تعجب الشيخ من هالعملة اللي حشماته قدام الناس ولكن حمل وسكت ... كي كلوا وتحمدوا وتشكروا طلب الشيخ الماء ، جابوله باش يشرب ... الشيخ حب يتجنب الحرج وخاف لا صاحبه ولد قليد النجع يعاود عملته مدله الحلاب باش يشرب قبله ، ولد قليد النجع حلف عليه كان ما يشرب هو لول ...الشيخ حار في امره وما لقي حتى تفسير لتصرفات هالشاب غير انه ربي يجبرله فاقد العقل والصواب ،ولا على مثله يعد الملام كي ما يقولوا هيا اسيدي بعد مسير ثلاثة ايام وصلو لديار الشيخ ....خلى الشاب لبره ، ودخل الشيخ لبيته وآمر بنته باش تمشي للضيف وتهزله شربة ماء ...استغربت البنت من كلام بوها وقاتله : كيف يابوي نخرج للغريب ونقابله ؟ جاوبها بوها وهو يضحك : ما تخافيش منه يابنيتي راه مسكين مضيع عقله ...مشات هزتله الماء في حلاب جديد ....شده منها وبقى يخزرلها ويخزرله ، وبعد ما شرب واصل يتمعن في الحلاب وقاله : ملا والا حلاب يا لوله الثلمه اللي فيك ....بنت الشيخ ركبتها رعدة من راسها لساسها وخطفت منه الحلاب ورجعت لبوها وخبراته باللي صار ...بوها ضحك من لحكاية وقاللها : ماني قتلك ربي يجبرله ، جاوباته بنته قاتله هالراجل يابابه ما بيه حتى وحيده و عقله ما ثمش ما ارزن منه وذكي برشه ...واني فهمته اش يقصد وخبرت والدها باللي هو يقصدها هي والثلمة اللي في الحلاب هي الفلجة اللي بين سنيها .بوها استغرب وما صدقشي واغتنم الفرصة وخبرها باللي صارله الكل من تصرفات غريبة من هالشاب في رحلتهم بنت الشيخ فسرتله هالتصرفات الكل وقاتله : الراجل كي قالك تركبني والا نركبك يقصد تحدثني والا نحدثك باش نقصروا الطريق بالحكايات .اما حديثه للقبر وقوله لمولى القبر اذا كان حي والا ميت يقصد بيه اذا كان الميت صاحب خير وقاعد حي عند الناس يتفكروا فيه باعماله الباهية والا صاحب شر مات ما يتفكره حد ....اما حديثه للزرع واذا اصحابه كلوه اخضر والا يابس يقصد اذا كان اصحابه زواولة فقراء وتسلفوا عليه قدام لا يحضر ويطيب والا لاباس عليهم ماهمشي محتاجينله يستنوه لين يطيب ويحصدوه ...كانك من شربانه اللبن قبلك هاذاكه ما حبكشي تشرب اللبن اللي من فوق على خاطر فيه الشعر والوسخ وبجلك انت باللي من لوطى في قعر الحلاب خاثر و فيه الزبدة ....وبالنسبة للماء العكس حبك تشرب انت لول على خاطر بالنسبة للماء الوسخ والتراب اذا موجود ين يرسبو في قعر الحلاب والماء الصافي يكون من فوق .
الشيخ صغي لبنته وعجبه ذكاها ونباهتها في هالتفسير،لكن ما اقتنعش باقي يحسب في ولد صاحبه مهبول . برا يا زمان وتعالى يا زمان ، نهار من النهارات غارت واحدة من القبايل على قبيلة الشيخ ونهبولها بلها الكل ، وقد ما حاولوا رجال القبيله يلحقوهم ما قدوش ، حازوا المنع ...جاء ولد قليد النجع للشيخ قاله اعطيني خيالي خل نلحقهم ونعمل روحي ولدزاوية سيدي عبدالقادر ونستجاه بيه ثمش ما يخافوا منه ويردولنا على الاقل حتى شوي من البل ، الشيخ ضحك منه ورفض يلبيله الطلب متاعه لكن بنته اقنعاته وخلاته يعطيه فرس ويجهزهوله ويقصد ربي ..ركب ولد قليد النجع حصانه وعمل على ربي ولحق الغزو ،قضى عليهم ورد البل الكل وساقها ورجع بيها للدوار ...وقاللهم ريتو هوينهم خافو من سيدي عبدالقادر وسلمولي في البل الكل لا عرك ولا خصم ...بنت الشيخ ما صدقتش خاصة كي شافت بقايا دم على كسوته وكسوة الفرس، مشت فتشت الخرج على الحصان تلقى فيه راس زعيم الغزاة جاباته لبوها ...وقتها صدق كلام بنته وتاكد اللي الشاب لباس عليه وعقله يوزن بلاد وراجل سيد الرجال ...قرر يعطيه بنته ...عمللهم عرس كبير وفرح ما صارش ...ودخل العريس على مرته وحط ايده على راسها وسألها سؤال العادة : " هالراس لمن ؟" وبكل فطنة ورجاحة عقل جاوباته : " أمس كان لي واليوم صار ليك يا سيد الرجال ...الأمر أمرك والشيرة شيرتك "....ولد قليد النجع باش يطير من الفرحة ضمها ليه وباسها من جبينها وقاللها : انت مرادي وانت ربيع ايامي وانت رفيقة عمري .وكي سمع بوه وبلغه الخبر فرح فرحة كبيرة ومشى لولده روح بيه هو ومرته وعاشو في سعادة وهناء ...وفي عام من لعوام شحت السماء وجفت لرض وعم الجدب والقحط ....بعد تفكير طويل قرر ولد قليد النجع انه ينتقل بالقبيلة للعيش في ارض خصبة ولكن للأسف هالأرض كان مستحوذ عليها عدو ليهم ...آمر القبيلة باش يشدوا هم مضاربهم ويسبق هو بالبل ،، كيف وصل للعدو استحوذوا على البل وقرروا باش يقتلوه ...لكن هو بكل رباطة جاش وشجاعة وثقة في النفس خاطبهم وقاللهم:آشبيكم ياولادي ، اسمعوني الساعة ، راني جايكم طالب الصلح، وهالبل الكل راني جايبهلكم هدية واذا ما كفاكمش نزيدكم ، تعرفوا ما زال عندنا من الرزق الكثير ...مقابل تسمحولنا نعيشوا معاكم في هالأرض الخصبة والواسعة وهي تبارك الله تهزنا الكل ونعيشو في ود وسلام .... الجماعة غدارة قالوله ابعث لهلك وقوللهم يبعثولنا بقية البل باش نصدقوك، وبعد نسيبوك ترجع لهلك وتجي انت وياهم تعيشوا معانا... هاهم زوز مراسيل وصيهم ، المراسيل الزوز كانوا واحد اسود وواحد ابيض وصاهم وقاللهم : " قولوا لمرتي تقول لبوي يعطيكم البل الكل وماتنساش عادتنا وقت خروج البل تذبح الكبش وتضرب العتروس وتبعثلي كبة الوبر وفيها مخيط " كي وصلوا المراسيل بلغوا الوصية ، الزوجة فهمت مغزاها وجبدت حموها على جنب وقاتلة : راهوولدك موصيلك تقتل الراجل لبيض وتعطي لسود طريحة باش يعترف بالواقع ويحكيلك ماصار وعلاش ناويلنا العدو ...اما الوبر فسراته بالبل والمخيط بالسلاح والمغزى انه طالبهم باش يبعثوا البل وفي وسطهم الفرسان متخفيين بسلاحهم. وكان من الامر هكاك ... كي وصلت البل وشافوها العدو فرحوا ومن غير ما يفكروا عرضوها من غير سلاح هم وصلولها ويخرجولهم الفرسان من وسط البل ويهجموا عليهم ويقتلوهم الكل وفكوا ولدهم وساقوا بلهم ورجعوا باش يرحلوا القبيلة الكل تعيش في هالارض الخصبة وينعموابالخير والخمير والكل بفضل الحكمة وحسن التدبير لولد قليد النجع . .. وهكذا يا سادة يا حضار نختموا حكايتنا كي ما بديناها بالصلاة والسلام على سيد الانام سيدنا محمد عليه الف صلاة وسلام .