ملكة الاماني


ياسادة يا صغار احني وانتم انصلوا على النبي المختار ، الف صلاة ولا تزيه ....نحكو اليوم على " ملكة الاماني "...على زوز وليدات ايتامى سامح وسماح ...مات بوهم وخلاهم يعيشوا مع امهم وجدتهم لبوهم في بيت صغير في وسط حديقة  واسعة تربتها  ذهب فيها جميع اصناف الاشجار المثمرة : عنب ، رمان ، مشماش ، كرموس ، نخل ، زيتون ...كافيتهم وزيادة ...هاك الذرية صالح ربي حالهم حاسين بوضعيتهم ، يعاونو في امهم على هم الزمان ،يخدمو في الارض ، يزرعو شوي خضرة اللي يحتاجوها : سلك ، معدنوس ، كرافس ، سفنارية ، لفت ، فلفل ، فول ، حمص ....ياخذو حاجتهم من المحصول والباقي يهزوه للسوق يبيعوه ويعطو لمهم الثمن متاعه ،مع اللي تصوره هي من ماكينة الخياطة  متكفييين والحمد لله .
نهار من النهارات سامح وسماح كي العادة يحفروا في الارض  يحبوا يزرعوها فول وحمص كيما قالتلهم امهم ...ياخي سماح هي هيطت الفاس في الارض وهي وحلت ، ما نجمتش تهزها ، نادت خوها ، حاول ما نجمش قال لخته ترا عاونيني حفري شوي بيديك على الفاس ، بعدي التراب .  بدت تحفر لين بانتلها حاجة صفراء  ،صاحت في خوها شوف ، شوف ،  جرة فخار كبيرة ، يظهرلي كنز يا سامح خويا ..احفر معاي بالشوي ...ردبالك تتكسر، قعد سامح على ركايبة وبدا يحفر مع اخته وينحوا في التراب  بالشوية ، بالشوية ، حتى لكشفو على الجرة الكل ...بفرحة كبيرة وقفوا هاك الجرة وبدوا يعالجو  في الغطا متاعها باش ينحوه  ...هوما نحوه ويخرج منها دخان كثيف ....خافوا الذرية هربوا ...لين يسمعوا في صوت رقيق وحنين يناديلهم باسماهم "يا سامح ، يا سماح ...ايجوا يا وليداتي ، ما تخافوش ...تلفتوا يشوفوا فتاة جميلة لابسة فستان  من الحريروعلى راسها تاج مرصع باللاآلئ والزبرجد وفي ايدها عصا صغيرة من الذهب تتبسملهم ومادة ايديها ليهم ...استانسولها، قربولها حضنتهم وباستهم وقالتلهم : انا راني ملكة الاماني ...كان ساجنني ملك الجان من الف سنة في هاك الجرة واليوم انتم انقذتوني ومنحتوني الحرية ...انا مدينة ليكم بحياتي وباش نجازيكم باش نعطي لكل واحد منكم امنية ، اما امنية واحدة ...واحدة بركة ..اطلبوا آش تحبو بمجرد ما تهز ايديك للسما وتطلب حاجتك تتحقق .....هيا نخليكم اتخمموا في عقلكم... وفي  الحين تبخرت .... هاك لوليدات باش يطيروا من الفرحة بدوا ينقزوا ويعددوا في الاماني :سبارة ، طيارة ، قصر ، فلوس  ، جنحين يطيروا بيهم في السما ، لباس من الحرير ، جواهر ،ذهب ...وهوما كل ما يذكر واحد منهم امنية يقوله خوه: لا ،لا نطلبو هاك الحاجة خير ... طاح الليل وما ركزوش على الامنية اللي باش يتمنوها ...جات جدتهم تستعجل فيهم باش يروحوا :"يا سامح ،يا سماح ، هيا روحوا الليل ليل ، وما تنسوش تغسلوا حالتكم قبل تدخلوا لباب " ...تقول وتعاود ..قاللها سامح : مليح ، يامي هاو باش نزيدو شوي ونروحوا " قاتله لا ، لا تو ، تو... وبدت تصيح وتلح عليهم ...سامح تنرفز ، تغشش ، هز ايديه للسما وقال : يارب انشالله تطير جدتي في السما ما عادشي انشوفلها منظر " ...وتحققت امنيته ...تبخرت الجدة .وبدو هاك لوليدات يتباكو على جدتهم من ناحية وعلى الامنية اللي ضاعت وما عارفين كيغاش يتخلصوا من هالورطة ....وفي لخر قرروا باش يمشوا لامهم ويخبروها بكل ما جرى وصار ....الام في الدار تنتظر في الجدة ترجع بلولاد ...دق الباب ، حلت تلقى ولادها في حالة  حليلة يتباكو وجدتهم ما هيش معاهم ... كل ما تسالهم اشبيهم والا وينها جدتهم كل ما يزيدوا في البكا والصياح ....دخلتهم وحضنتهم وغمرتهم بحنانها وبدات تهدي فيهم وتطمن فيهم لين رتاحو وحكولها على كل شي ...الام حارت وحار دليلها ...كيف تعمل كيف تتصرف ؟...وبعد تفكير تلفتت لسماح وقالتلها مش قلتوا ملكة الاماني عطت لكل واحد منكم امنية ؟قالتلها اي نعم... قالتلها امها : اذن الحمدلله تحلت المشكلة ، ما زالت امنيتك انت ، تمني ترجعلنا جدتك ....سماح هي سمعت كلام امها وهي دخلت من جديد في هستيريا من البكا ...تبكي وتصيح وتقول : يا سامح خوي ضاعت امانينا ...قد ما حلمنا ما ناش باش نصوروا حتى شي ,,,ضاعت امنيتك انت وباش تضيع  امنيتي انا ؟ لا ، لا موش ممكن موش ممكن ....عاودت امها وخوها يهدو فيها ويقنعوا فيها باللي رجوع جدتها خير من كل الاماني واللي  الانسان اغلى شي في هالدنيا واللي القناعة كنز ما يفناش ....شوي شوي ، اقتنعت وهزت ايديها للسما وقالت :" يارب انشالله جدتي ترجعلنا "...وفي الحين سمعوا الباب يدق ،حلوا يلقوا الجدة وكانت فرحتهم كبيرة ، كبيرة قد الدنيا وما فيها واحتفال برجوع الجدة وجزاء للولاد على تنازلهم على امنياتهم عملتلهم امهم كعبة قطو كبيرة كبيرة شاخوا بيها ووعدتهم باش تشري لكل واحد منهم كسوة جديدة ولعبة حديدة ....وحكايتنا طبت  للغابة ، كل عام تجينا صابة .