جاءت هذه التسمية للعين من وجود برج للمراقبة العسكرية الذي كان مرتبطا بسور المدينة عندما كان قائما إلى حدود القرن الثامن الهجري حسب وصف الرّحالة التجاني والبرج هو مقر لفرقة "الطبجيّة" أي المدفعية...شكلت عين البرج فيما مضى شريانا حيويّا للمدينة من حيث الاستعمال اليومي للماء الصالح للشراب إلى حدود ستينات وسبعينات القرن الماضي، وهنا أتذكر السقا الضّرير الذي كان يزوّد دكاكين العطارين والحلاقين بالماء كذلك المقاهي والمخابز تـُزود عن طريق السقاءين بالماء من عين البرج كما كنا نرى ربّات البيوت يملأن جرارهن في الصّباح الباكر واثر غروب الشّمس، هذا هو التوقيت المناسب للنسوة في ذلك الزمن أما بقية اليوم فكان للأحمر تقودها الصبيان والكهول هذه الأحمرة ترد العين مُحمّلة بالزنابيل، والزّنبيل الواحد عادة ما يَحمِل قلتين وفي بعض الأحيان أربعة جرار والزّنبيل مصنوع من الحلفاء مثله مثل العديلة وقفة القديم، تشكل عين البرج العمود الفقري لري الواحة وعلى بعد عدة أمتار من النبع يقسّم الماء إلى جزأين غير متوازيين، الجزء الأكبر أي الثلثين ينساب إلى غابات جهة القصر والثلث الآخر إلى جهة الدّبدابة هذا التقسيم يُسمى" الماء الكبير" وهو تقسيم عادل لأن ثلث جهة الدّبدابة له روافد أخرى من العيون وتسمى روافد "الماء الصغير" تتدفق من عين سيدي عبد القادر وعين بامة " الشريعة" وعين وريطة كذلك عوينة سبعة مع العلم هناك رافد آخر لجهة القصر تتمثل في عين الشّعلية ومن الجهة الشمالية عين الزّغابنة، ودورة الرّي بواحة الحامة كانت تخضع لتقسيم زمني يرتبط بالأشهر القمرية على مدار السّاعة ،هناك بساتين تُسقى أثناء الليل وأخرى على امتداد ساعات النّهار،والحصّة من الرّي تـُسمى "وجبة"يتدفق الماء من السّاقية فينحدر من الخُرّاجة للفحل ثم إلى الدّفـّة وبعدها الطريدة وهنا ألاحظ المصطلحات الجنسية التي تتوّج بالإخصاب، والفلاحون هم الذين يقومون بتنظيف السّواقي من المنابع إلى آخر نقطة في الواحة يُسمّون " الجهارة" وواحة الحامة قديمة جدا تعود للفترة الأمازيغية لمّا كانت قبيلة مطماطة تقطن هذه الرّبوع ، ولا تزال بعض البساتين تحتفظ بأسمائها البربرية وإلى عهد قريب بعض العائلات القاطنة في جبل مطماطة لها أصول نخيل ما يُسمى بالغابة في واحة الحامة، اندثرت عين البرج وردمت تحت التراب مثل العديد من المعالم الأثرية.