صناعة الآجر التقيدي : توزر


التقى فريق تراثي التونسي بالشاب عبد الجبار وهو يشتغل بورشة الطين التي بنى فيها فرنا كبيرا  إلى جانب كدس الطين و كدس حطب النخيل و حوض الماء  ، سألناه  كيف يشعر وهو يمر بين هذه المراحل الكثيرة حتى تكون الكميّة اللازمة للبيع من الآجر التقليدي  جاهزة  فابتسم وقال : انحس اللّي نعمل في حاجة نصنع فيها ابكيف وْ في نفس الوقت هاذيكا خبزتي ، خدمة فيها مصوار .. آما يلزم اللّي يخدمها مايْكونش قلاق على خاطر في الخدمة هاذي فيسع يتعدّى النهار مانحسّش بيه .
هذه الحرفة تتطلّب دون شك تركيز و جهد كبيرا لم نُخفي ملاحظتنا عنه ونحن نتحدّث معه فأجابنا وهو منشغل بتخليط الطين بيديه قرب حوض الماء  : " صْحيح ها ذي خدمة اتحب وسع البال   و رزانة وْهاذي حاجات موجودة كان عند الجيل لقديم وْ زيد الشباب تو عندهم اهتمامات أخرى ، آما أني عندي غرام م الصغرى للجو هاذايا وْ كيما اتشوف نِخدم وِنْغنّي ، مانيش مِتقلّق وْ حتى الخدمة نزرب فيها ، إيدي خْفيفة و الحمدوالله "
بمتابعتنا لشغل الشاب عبد الجبار اكتشفنا أنّ أغلب  الأشياء الضرورية لهذا العمل مجلوبة  من أماكن بعيدة عن ورشته نفس الشيء بالنسبة لجيرانه أصحاب الورشات الأخرى  ، فتوقّف عن العمل و عدّد لنا هذه المواد و من أين يجلبونها قائلا : " عنّا المَـا نملوه و نصبّوه في الحوض بحذانا انخلطو بيه الطّين ، وْ عنّا الطين انجيبوه من بعيد م النفلايات بالكماين ونكدسوه قريب م الحوض ، وعنّا الحطب    و الجريد اللّي باش نحموبيه الفرن  و نشعلوه فوق الطين باش ايطيب انجيبوه م الواحة ماهيش بْعيدة برشا  "..




وقد شاهدنا ذلك فعلا  حيث تقدّم مضيّفنا عبد الجبّار و أخذ يُجسّد لنا  مراحل الإنتاج التي تكرّرها كل يوم وهو يتحدّث : " في البداية انكدسو الطين بْكميّة اسغيرة ووين تنقص انزيدو م الكدس لكبير .. انخلطوه   و نعجنوه بالما ونهزّه في هالبطحة هاذي في مشمس ونحطّو قالب اللوح ع اللّرض  .. وْ من بعّد انعبّو المربّعات اللّي فيه بالطين و نستووهم  ونذرّو فوق منهم الرماد باش ايشيحو فيسع .. وْ بعد شْويّة وقت انهِزّ القالب و نخلّو قوالب الطين اتشيح في بقعتها .. وْ من بعّد انّظفوهم بْآالة حادّة و نرصفوهم في الشمس باش ايحِمّو ويشيحو .. وْ من بعّد انكسوهم كل عشرة و لا عشرين مع بعضهم في أكداس تبدى حاضرة للبيع .. و الشرّاية إيجو حتى لهنا يدخلو بكماينهم و ايهزّو سلعتهم ".
 إنّ إقبال الأهالي على هذا الآجر التقليدي مَردّه أنّ له  ميزات مهمّة حيث غطّى جميع جدران مدينة توزر و نفطة و دقاش فكساها بلون موحّد  ذلك أنّ هذا النوع من الآجر يقوم بتبريد البيوت في الصيف و يدفّيها في الشْتاء  .