تتنوع الألعاب الشعبية وتختلف بحسب البيئة الساحلية أو الصحراوية ... ففي المجتمع الواحي بالجنوب التونسي تنقسم حسب الجنس والعمر وفيها الفكرية والعضلية ومنها الخاصة بالمناسبات أو بالفصول... ولعل ما يميز المجتمع الواحي وجود النخيل والمساحات الخضراء التي تسمح باللعب أكثر خاصة مع توفر الظلال وجداول الماء العذب صيفا وأشعة الشمس الدافئة والساحات العامة الممتدة شتاء.
انتخبنا في هذه الدراسة بعض الألعاب المرتبطة أساسا بالنخلة أي تلك التي تكون فيها المادة الأساسية للعبة من احدى مكوناتها كالسعف والعذق والنواة... ومن بينها الخريرة، العقرب، الخميس، الطبطالة والحصان.
تتمثل هذه اللعبة أساسا في صنع مروحة من سعف النخيل واللعب بها عند
هبوب نسائم أو الرياح غير القوية. يقوم اللاعب بجلب سعفات من قلب النخلة والذي
يميل لونه إلى الأخضر الفاتح أو الأصفر إضافة لشوكة من النخلة أيضا وقلب حبة زيتون.
يقوم الطفل عادة بطي السعفة في مستوى جزءها الغير مذبب و إدخالها في الأخرى كما هو
مبين في فيديو الشرح حتى يتحصل على مروحة بأربعة أطراف تكون في شكل علامة الجمع
" مع ".
يتم بعدها ثقب قلب الزيتون وإدخال الشوكة فيه وهو بمثابة ذراع الإمساك.
في الأخير يوضع قلب حبة الزيتون في محور المورحة بطريقة عمودية ويثبت بين طيات
السعف في مستوى المركز وهكذا تصبح " الخرّيرة " جاهزة للّعب، فيمسكها
اللاعب من الشوكة ويقوم بتوجيهها نحو مصدر الرياح فتأخذ بالدوران بسرعة كالمروحة.
تكون طريقة اللعب فردية أو جماعية في شكل مسابقات أي من تكون
مروحته أسرع وأكثر دورانا.
تسمى الخريرة في مناطق أخرى من البلاد التونسية دوامة وناعورة وفي اليمن فرفارة مما يدل على انتشار هذه الموروث الشعبي وعبوره للحدود.
ترتكز هذه اللعبة أساسا على نواة التمر كمادة أولية حيث
يقوم لاعب محايد بربط نواتين بخيط رفيع ودسهما بطريقة عمودية في بسطة من الرمال
جعلت للعب ويعمل على إخفاء الخيط ثم يقوم بوضع مجموعة من النواتات الأخرى حسب
العدد من عشرة إلى عشرون أو أكثر.
يتقدم اللاعبان فيما بعد فيقوم كل واحد بسحب النواة تلو الأخرى والخاسر
هو من يسحب احدى النواتين المربوطتين بالخيط. عند سحب هذه الأخيرة يقوم اللاعب
بحركة لاإرادية مفاجئة وكأنه لدغ من عقرب، ولهذا سميت بهذا الاسم.
تتطلب هذه اللعبة التركيز والفطنة وهي مؤهلات ستفيده في مسيرة حياته.
لعبة أخرى تعتمد بالأساس على نواة التمر وتلعبها البنات والأولاد
بطريقة جماعية وتقوم بالأساس على جمع بعض النواتات وحك نواة واحدة لتتميز عن
الباقي وتسمى " البو" . يلتقط اللاعب مجموعة النواتات و معها
" البو" و يقوم بتحريكها بينا يديه كطريقة القرعة ثم رميها على الأرض،
وبحسب وضعية البو تتواصل اللعبة:
- الوضعية الأولى : أن تكون المنطقة التي
تم حكها في " البو " في الأعلى هكذا يواصل اللاعب لعبه فيقوم بالتقاط نواة واحدة ووضعها بين السبابة
والوسطى ويحاول جمع النواتات المتناثرة أرضا على أن لا يلمس الأرض ولا تسقط النواة
بين الإصبعين ولا يحرك النواة التي هو بصدد التقاطها.
- الوضعية الثانية : أن يكون الجزء المحكوك
من " البو " في الأسفل عندئذ يخسر اللاعب وتمر اللعبة إلى التالي.
- الوضعية الثالثة : أن يكون "
البو" على حافته ( على جنب ) فيلتقطه اللاعب ويضعه على جبينه ويردد " يا
أم جنيب ڨول الحق ولا العيب " ويرميه على الأرض ويتم النظر في كيفية
سقوط البو والعودة للوضعيات السابقة.
تتكون هذه اللعبة أساسا من عذق عرجون النخيل الأخضر وتلعب بين فصل
الربيع وفصل الخريف من طرف الأطفال الذكور. يقوم اللاعب بقطع بقايا عرجون ليّن
ويحرص على أن لا يتجاوز طولها خمسون سنتمترا للتعامل معها بسهولة. ثم يقوم بإحداث
ثلاث شروخ في أحد الطرفين حيث يبلغ طول الشّرخ إلى أكثر من النصف بقليل، فيتحصل على
طرفين متحركين وجزء أوسط ثابت عندئذ نقوم الطفل بتحريك قطعة العرجون يمينا ويسارا وهو
ممسك بالجزء السفلي عير المشروخ فيصدر صوتا كالطبطبة و لهذا سمّيت بهذا الاسم أو
لنقل تقرقع لذلك تسمى في دول الخليج العربي قرقاعة.
ملاحظة : كلما كان عذق العرجون أكبر وألين كلما كان الصوت أقوى، ويمكن لعبها في شكل مسابقات جماعيّة والفائز صاحب أقوى صوتا.
تعتبر هذه اللعبة من أسهل الألعاب الشعبيّة وأكثرها انتشارا بين
صبية المجتمعات الواحية في الجنوب التونسي إذ تتمثل في قطع جريدة خضراء من النخلة ثم
نزع شوك وسعف الجزء العلوي منها من الجهتين على طول متر تقريبا ثم يضعها اللاعب
بين ساقيه وكأنه يمتطي حصانا فيمسك بيد الجريدة-الحصان وبالأخرى عصا يضرب بها
الجريدة من حين إلى آخر تقليدا لحركات الفارس.
تلعب هذه اللعبة عادة بصفة جماعيّة في شكل سباقات. وفي جو مرح وكأننا هنا بوسيلة لتعويد الطفل على ركوب الخيل.