أسطورة ماطوس
ترتبط بعض الأساطير بالمخيال الشعبي فإمّا أنّه يكون منطلِقا من وجود بطل أو ملك تحاك حوله أساطير العظمة و إمّا أنّه يكون مستندا لتهيّؤات و تأويلات بغرض الإثارة أو بغرض إخافة الوالدين لإبنائهم حتى يتمكّنوا من السيطرة عليهم ، و بالعودة إلى المنطلق الأوّل نلاحظ أنّ الحكاية الشعبية أو التراث الشفوي قد نقل العديد من الأساطير حول بعض القادة العظام من حضارات متعاقبة و منهم نذكر القائد " ماتوس " هو من القواد المأجورين لدعم حكومة قرطاج في حروبها البونيقية ضد الرومان فكان بطلا من أبطال المقاومة الأمازيغية غير أنّ الدولة القرطاجيّة ماطلت في دفع مستحقّات الجنود الأمازيغ مما جعلهم يثورون ضدها حينما قدِم الفينيقيون ضيوفا على الملك الأمازيغي " بارياس" بتونس لاعتبار اهتمام الرومان و الوندال و البيزنطيون بالمسائل الحربيّة دفاعا و هجوما . و كان البطل ماتوس شجاعا قويّ البُنية ثاقب الرؤية صلبا في المعارك كان يضمّ إليه جنودا يتفاخرون بحمل الحجارة الثقيلة و رميها و كان لا يتورّع عن قتل الضعفاء منهم فإمّا وحش قويّ البنية و إمّا فلا ، و كان يقوم بطقوس غريبة و عجيبة صحبة بعض الأنفار المقرّبين منه
وذات يوم قدمت جحافل القائد حملقار برقا الذي تزعّم هجمات القرطاجنيين و كانت له صولات و جولات في ربوع البلاد حتى اقترب من إمارته المزعومة فهاج و ماج و أعدّ العُدّة للتصدّي له لكنّ القائد حملقار كاد له مكيدة و أحاط به جنوده من مسافة بعيدة و أخذوا يقتربون رويدا رويدا كُلّما حلّ الظلام حتى تمكّنوا من محاصرته و هو يصيح في جنوده و يتوعّد إلى أن باغته حملقار و أطبق عليه الحصار، قبض عليه و ساقه وسط جنده ليُصلب سنة 237 ق الميلاد تداولت الذّاكرة الشعبية بالجنوب التونسي العديد من الأساطير التي وإن اختلفت فإنّها تُجمع على أنّ ماطوس هو رمز الشجاعة و الاستبسال .