لمحة تاريخية موجزة عن الاحداث التي مرت بنفزاوة "ولاية قبلي حاليا"
نفزاوة هو اسم قبيلة بربرية انسحب على المنطقة التي كانت تتخذها مجالا لا ستقرارها، وقد اكتسبت اهميتها من عنصرين اثنين اساسين يمكن اعتبارهما اصل الحياة وسر الوجود وهما المياه والنخيل. خاصة اذا علمنا ان المنطقة صحراوية جافة وتحيط بها سباخ الملح شمالا وغربا وكثبان الرمال جنوبا.
ذكر اسم نفزاوة للمرة الاولى في بداية القرن الاول للميلاد سنة 29 _ 30 م في عهد الامبراطور الروماني تيبروس..وتعاقبت على منطقة نفزاوة( ولاية قبلي حاليا ) عديد الحضارات:
1) قرطاج لم يكن لها تاثيرعلى المنطقة الا من خلال الطريق الصحراوية عن طريق التجارة.
2) الرومان بنوا بها حصنا بجبل ام علي يمتد من جبل الشارب الى جبل مطماطة لحماية مستعمرتهم افريكا وقصر غيلان وقصر طرسين بير غيزين وقبلي واسسوا مدينة طرة تلمين وبنوا بها كنيسة في عهد امبراطور الرومان هدريان.
الفتح الاسلامي: فتحت مدينة طرة على يد عقبة بن نافع الفهري واسس بها جامعه المعروف بجامع عقبة على انقاض الكنيسة، وبقيت نفزاوة على ولائها للامير الاغلبي زياد الله عندما ثار عليه الطنبذي سنتي 201ه _202ه وفي العهد الفاطمي اثناء حكم المعز لدين الله الفاطمي حققت نفزاوة مكانة هامة ومرموقة في ميدان الصناعة كصناعة البلور والنسيج الراقي وفي القرن الخامس للهجرة اثناء العهد الصنهاجي زحف بنو هلال وبنو سليم وبعدهم جاء الموحدون واستسلمت نفزاوة لحكمهم وقد ركزوا بطرة حامية من الجيش وتم تخريب طرة من طرف يحي الميروقي وقد قتل شقيق الميروقي سابقا اثناء معركة بينه وبين سكان نفزاوة حوالي سنة 584ه
العهد الحفصي: زار نفزاو الرحالة التيجاني سنتي 706ه الى 708 ه واثره زارها الرحالة البكري سنوات: 839ه و893 ه
العهد التركي: وقع ضم نفزاوة اداريا وسياسيا الى طرابلس وفي عهد مراد الثاني بين سنوات 1060 ه و 1086 ه زارها الرحالة العياشي.
عهد الدولة الحسينية: اصبحت نفزاوة تابعة اداريا لعامل الجريد ومقره توزر...انقسمت نفزاوة الى حزبين احدهما موال علي باشا(1729م) والثاني موال لحسين بن علي( سنة 1739)..اما انصار علي باشا والمعروف بحزب شداد فيضم مناطق: قبلي, بازمة, الرحمات, المنصورة, الربطة, طنبار,تنبيب, الصابرية, بوعبدالله, زاوية العانس, الجرسين, البليدات, البرغوثية. وانصار حسي بن علي المعروف بحزب يوسف فيضم مناطق: اولاد يعقوب, المرازيق, جمنة, القطعاية, المساعيد, نويل, تلمين, الجديدة, الكعبي , نقة , الدبابشة , فطناسة و نصف سكان بشري و في سنة 1253ه الى1271ه ابدل برج النعام الذي كان مخصصا لتربية النعام الى مركز حراسة وفي سنة 1273 خلاء قبلي.
عرفت " نفزاوة " الاستقرار منذ العصور القديمة بحكم وجود منابع المياه و توفّر الغذاء ، لهذا عرف جنوب شط الجريد التواجد البشري منذ ظهور الإنسان البِدائي الأوّل ، وتدلّ على ذلك الحفريات التي تمّت بموقع " عين بْرِمْبَة " و سبخة شط الجريد التي كانت في ذلك الوقت بُحيْرة متلاطمة الأمواج ، و تطوّر الإنسان من مرحلته البدائية إلى الاستقرار و صاحبه ذلك تطوّرا في نمط العيش ، انتقل الإنسان من سكن الأكواخ إلى سكن البيوت المبنيّة بالحجارة و الصوّان و ظهرت المُدن العامرة ذات الأسواق كثيرة و المرافق المتعدّدة و التي عرفت بأسوارها و حصونها و أبوابها الضخمة .
1 / مواد البناء : استعمل أهالي نفزاوة مواد بناء محليّة ملائمة لطبيعتها من حجارة و طوب و استعملوا مكونات النخيل و حولوا الرمال إلى جبس . ــ الحجارة : يتم جلبها من جبل " طْباقة " بالنسبة لقبلّي و ما جاورها و جبل " حلّوص " بالنسبة لقرى شبه الجزيرة و القُرى البعيدة عن الجبال استعملوا قوالب الجبس أو مقاطع " الطوب " .
ــ جذوع النّخيل : تعتبر المصدر الرئيسي للخشب و تستعمل لأغراض عديدة ( الأبواب ، النّوافذ ، السّقف ، السدّة ... ) و للحصول على الخشب المتين توضع الجذوع بعد قطعها لمدّة طويلة في فضاء مفتوح للهواء و الشمس و يتراوح طول الجذع عادة بين 2 و 3 أمتار ، كما يستعمل الأهالي أعواد الزيتون اصناعة الأبواب و بناء الزربيّة و صنع المزلاج ..
ــ مطارق النخيل : تستعمل إلى جانب جذوع النّخيل لبناء الزربية أو لتسييج المنزل
ــ الجبس : يتمّ الحصول عليه بحرق الرمال في حُفر أو حرق الحِجارة ( الطوب ) و تُسمّى " الكوشة " ــ الطّين : يوجد في طبقات القِشرة الأرضيّة و يتم إعداده ليصبح طريّا