في المدينة العتيقة بتونس يقال أنّ امرأة جلبت ابنتها للحمّام  و قرّبتها من الحوض و أرتها مكانا بالقاع وحين تلمّسه وجدت به فتحة فأخذها الفضول لاستكشافها لكنّ الأم سرعان ما أجبرت بنتها على الدخول وسط الفتحة فلذلك جاءت بها إلى الحمّام لعلمها بوجود كنز تحت القاع وأمرتها بالنزول لاستخراج الكنز من تلك الفتحة الأرضيّة  ، تشجّعت البنت  و دخلت بصعوبة في الفتحة ، تأخّرت لفترة ثم أخرجت  قطعة ذهبية  ومدت إلى أمها ، رقصت الأم من الفرح بما أنّه لا يوجد أحد بالحمّام سواها   و طلبت من ابنتها استخراج المزيد ، استمرّت الطفلة في مد والدته بما تطاله  يدها و بينما هي تجمع القطع و السبائك الذهبيّة و تمدّها للأم أحسّت بشيء يمسكها و يجذبها إلى أسفل في بادئ الأمر ضنّت أنها بلاّعة فحاولت الصعود  لكنّها فوجئت بجنٍّ يصيح فيها و يطلب منها التوقّف عن التقاط القطع الذهبيّة ، خافت البنت و أعلمت والدتها قائلة : " إنّه الجن يجذبني إلى أسفل يا أُمّي "  لكنّ الأم لم تهتم لتحذير ابنتها بل انشغلت في تقليب الذهب وهي منبهرة فكرّر الجنّ  تهديد ها بالخطف و إبقائها تحت الأرض إن لم تغادر الحوض على الفور ، ذعرت البنت  و أعلمت والدتها لكنّ الأم لم تكترث بها و فضّلت جمع أكثر ما يُمكن من الذهب حتى أطبقت الفتحة على البنت و لم يبقى سوى شعرها ظاهرا ومنذ تلك الحادثة  ظلّ حمّام الذهب مقتصرا على الرجال و تناقل الأهالي ضرورة منع النساء و خاصة الصبايا من ارتياد هذا الحمّام حتى لا تقعن فريسة و صيدا ثمينا للجن الأحمر ..