أسطورة بُوتِلّيـــــــــس


يرتبط " بوتلّيس " بالخُرافة  التي تقول أنّ النّائم يشعر بجنيّ يمسكه من رقبته و يشرع في قطع أنفاسه و يمنعه من الكلام حتى و إن اِنتفض و صرخ لا يسمعه أحد .. كثيرون هم من يعتبرون ذلك مجرّد حلم و أضغاث أحلام في حين يرى أخِصّائيو علم النّفس أنّها حالة بين النّوم و اليقظة وهي  مرتبطة دون أدنى شك بالاضطرابات أثناء النّوم و يصفه آخرون بأنّه حالة شلل النّوم 
سمّاه  ابن سينا في كتابه " القانون " بـ " الخانق" و يُسمى عند البعض " الجاثوم " .. ترسّخ لدى الأطفال أنّ البوتلّيس  يجثم عليهم  كُلّما أساؤوا معاملة والديهم ، فصار بعضهم يُوظف تعرّض أحد الأبناء إلى كابوس أثناء النّوم بأنّ البوتلّيس يحذّره من مغبّة تكرار عصيان الوالدين .. وهكذا أصبحت تتردّد عبارة : " يعطك بوتلّيس " في إشارة إلى التهديد بشلّ الحركة أثناء النّوم .
تقول الحاجة خديجة بن محمود : " عندما كنا صبيانا كان هذا الكابوس يلاحقنا جميعا ربما لآنّنا ننام على وسادات كبيرة محشوة ، ولكن المهم أنّ جميع أفراد العائلة يقومون مذعورين خلال الليل من جرّاء البوتلّيس فلم يكن مقتصرا على الأطفال بل حتى أهالينا كانوا يستيقضون في هلع وقد أصبحنا لا ننام دون وضع مشرب الماء بجانب الفراش ، البوتليس كان يتهيّأ لنا جاثما على صدورنا خلال النوم وصورته كانت في خيالنا مخيفة فقد كان يتهيّأ لنا وحشا ثقيلا تصعب إزاحته من فوق النّائم .." سكتت لبرهة ثم انفجرت ضحكا و حدّثتنا عن طرفة صارت لها ذات ليلة عندما هجم عليها البوتليس في نفس اللحظة التي صاحت فيها أختها في الجانب الآخر من الغرفة فقفزتا مذعورتان حينها قالت لها أختها " حتى إنتِ جاك البُوتلّيس ؟ هْبط عْلينا لثنين ؟ ".