أسطورة النْعوشة


هذه الأسطورة تُخفي  كابوسًا ظلّ جاثما على صدور الصغار و مصاحبا لطفولتهم لم يتخلّصوا منه إلاّ في عنفوان شبابهم ، " النْعوشة " هي إحدى الأساطير التي لازال الموروث الشعبي يحتفظ بها وهي في الأصل  امرأة كانت قديما على قدر من الجمال كان زوجها مزارعا شديد القسوة معها يجبرها على فعل مالا طاقة لها به حتى  أصبح يموت لها كل جنين  وعندما أنجبت و كبر صغيره الوحيد ، فرحت به و علّمته كيف يقضي لها ما تستحقه من شؤون البيت و ذات مرّة  أرسلته إلى الجيران كي تستعير غربالا من جارتها ، خرج من البيت وفي الطريق وجد أترابه يلعبون في البطحاء فأخذ يلهو و يلعب معهم من مكان إلى آخر و نَسِيَ  جلب الغربال لأمّه إلى أن تأخّرت عن موعد طهي الطعام فغضبت كثيرا  وانتظرته بفارغ الصبر و الشرر يتطابر  من عينيها و عندما عاد مَسَكَت به و شرعت في ضربه إلى أن فارق الحياة حينها أخذت تبكي حتى نبت لها جناحان كبيران مخيفان وكلّ من يراهما يفقد وعيه أو يُصدم من هولهما و كسا جسدها ريش كثيف و تحوّل أنفها و صار منقارا حادًّا ومن وقتها أصبحت طائرا يُقال له " النْعوشة " و جعلت منها الأسطورة قصّة لطائر يُعاقب الأطفال الشرّيرين و حتى يتمكّن الأهل من حماية أبنائهم عليهم تعليق غربال عن مدخل البيت .
لذلك صار " طير النعوشة " سلاحا عند العديد من الأمّهات و الجدات لكبح جماح أبنائهن كُلّما صدر منهم تصرّف سيّء.و منذ زمن طويل كان الأجداد و الجدّات يقصّون على أحفادهم ما فعلوا بهم قديما و ما تعرّضوا له من مغامرات وهم يسلكون الطرق بحذر شديد خِشيةً من ظهور طير النْعوشة .