في الجنوب التونسي توجد قصور تطاوين و قصور بمدنين في سلسلة جبال الظاهر لذلك سمّيت قصور جبلية ، و لأنّها شُيّدت على المرتفعات لتشرف على المنخفضات و الأودية فقد ساهمت في الشعور بالأمان ، لأنها تمكّن الأهالي من اجتناب الغُزاة و السيول و حتى تُخزّن المؤن وقد بنيت بطريقة هندسية ، تجاوز عدد القصور منذ القدم اللمائة و خمسون قصرا يحتوي جميعها على مئات الغرف التي تكون مستديرة الشكل وفي طابقين ، و تتكوّن هذه القصور من حجارة مرصوصة فوق بعضها و كميات من الطين تُطلى بها الجدران من جميع الجهات ، لذلك تبدو للناظر من بعيد متناسقة بذات المنظر و اللون و تشكل وحدة متجانسة لا تختلف كثيرا عن لون الجبل فلا يكاد القادم إلى الجهة لأوّل مرّة أن يفرّقها عن منحدر الجبل . يظهر بارزا من بعيد باب خشبي كبير هو المدخل الرئيسي و تليه طوابق نصف دائرية يُطلق عليها اسم " الكمرة " و تظهر مدرجات الطابق العلوي المرشّقة بالألواح و العيدان حتى تسهّل صعود السكان إلى الغرف العليا وفي أسفل ابواب الغرف توجد " العتبة " و بها منطقة صغيرة مسطّحة تمكّنهم من الوقوف عليها لجذب ما ثقل حمله و الصعود به على المدرجات من اللوازم و الأغراض و الأدوات و لتفادي الإنزلاقات و توجد في بعض القصور أماكن مخصصة للمواشي و الخيول و البغال و الأحمرة و مساحات تستعمل كأسواق صغيرة لعرض بعض المنتوجات ، سمّيت القصور بأسماء العروش التي تسكنها مثل قصر " ولاد دبّاب " ، " قصر الحدادة " ، قصر " زناتة " الذي استغل من طرف قبيلة زناتة البربرية و " قصر العواديد " و " قصر اولاد عون " و " قصر اولاد سلطان " و " قصر اولاد بوبكر " بعمادة ولاد بوبكر من معتمدية بئر لحمر و " قصر الدغارة " و " قصر الرخايصة " و كل القصر تمتد في شكل مستطيل منغلق يؤدّي إلى مدخل رئيسي يُغلق كلّما أريد حماية ساكنيه أو محتوياته.