الوشــــــــم


إنّ ظاهرة الوشم عُرفت كطريقة لتجميل المرأة وهي ما اصطُلح على تسميته " الدق "  وهو بمثابة نقش ِعلامة ثابتة في وجه المرأة على مستوى الذقن و الخدّين أو الجبين و يتمّ ذلك بغرز الإبرة في جلدة الجسم و إدخال صبغ في الفتحات المحدثة وسط الجروح الصغيرة حتى يستقرّ تحت الجلدة و تستحيل إزالته و الصبغ هو من أنواع الحبر أو الرماد ..في الغالب تكون استخداماته لغاية التجميل و أيضا لوضع علامات الانتماء القبلي ، تطور الاهتمام بالوشم حتى أصبح ظاهرة تبرز نوع من التمرّد على المجتمع  و أخذ أشكالا و رسومات متعدّدة تشير إلى ديانة أو شخصيّة مشهورة أو للتدليل على الحب .. و رغم ذلك ظلّ الوشم متلازما مع الجمال البدوي للمرأة وقد عرف الوشم منذ القِدم في بعض القبائل كوسيلة لطرد الأرواح الشرّيرة و تجنّب الحسد و الوقاية من السحر و نلاحظ كثرة استعمال الوشم الذي به علامة " + " وهو منتشر عند الأمازيغيات سواء على الخد أو الذقن أو الجبين أو اليدين وهو يعني حرف " ت " و هو اختصار لكلمة " تامطوت " و تهني الأنثى الجميلة إضافة إلى غابات أخرى للوشم مثل وضع نقطة بجانب الأنف للحماية من أمراض الأسنان و النقطة بجانب العين لحماية العين نفسها ، كما يتفنّن الشباب أيضا في رسم الوشم على زنودهم تدليلا على قوّة العضلات و الفتوّة فقد تغنّى أحد الشعراء قائلا :  


أعمــل ألف ألف زناد ... والعساكـــــــر حتى القياد
الطبــــول ترعد ترعاد ... والخيـــــــول تشالي بها
يا الوشّام   
   أعمــــل التا تاج مرصع... بالكواكــــب نوره يسطع
الشمس والقمــــــر يتبـــع ... بين الأيــــــام ولياليها
يا الوشام      
    أعمل الخا خال مـــورد ... عنبري فوق بياض الخد
كل من شافه وقت الصد ... خاف من لحظة عينيها
يا الوشام              
    أعمل الرا رمز المحبوب... واجمع الطالب والمطلوب
عمر الجدول بالمقلـــوب ... كل شي را اسمه فيها
يا الوشام     
    أعمل الكاف كتاب عجيب ... شغل سلطان حكيم لبيب
كل شي جابه بالترتيــــب ...جاب تفسير معانيها
يا الوشام       
         أعمــــل القاف قمر ونجوم ... والبها في الجو معلوم
أعمــــــل اللازم والملــزوم ... كل من فات يراعيها
يا الوشام