الحنّـــــــــــاء


بالرجوع إلى تقاليد الجهات التونسية نلاحظ تشاركا في عديد المناسبات جعل منها إرثا وطنيّا بامتياز فوجود اهتمام واسع لدى نساء تونس بمادة الحنّاء و طرق استعمالها يؤكّد قيمتها الجمالية  و الاجتماعية عبر العصور  وهي نبتة يقع قطف أوراقها و تحويلها إلى مسحوق بعد تجفيفها ، هذا المسحوق تناقلت استعماله العائلات التونسية لزينة المرأة  بصفة خاصة نظرا لأنّ وضع عجين هذا المسحوق على أيّ مكان من الجسد يترك أثرا شديد الاحمرار إلى حدود السواد .   
  فالحنّاء هذه تلعب دورا مهمّا في تجمّل النسوة عموما و العرائس بصفة خاصة ، فتخضّب بها الأقدام و الأصابع و كف اليد كما تستعمل في معالجة القروح قديما و تخفيف الأورام وكذلك حسب تجارب الأوّلين فالحنّاء إذا ما وضعت على الرأس و خضّب بها الشعر و إذا ما ظلّت لمدة طويلة خاصة طوال الليل فإنّها تساهم في تنظيف جلدة الرأس وفي تمتين سمك الشعرة و تعمل كمطهّر لإزالة الدهون ..  و يعمل العديد من الرجال إلى صبغ شعورهم إذا ما غزاها الشيب بالحنّاء ..  و تتفنّن النساء في تخضيب أيديهنّ و أقدامهنّ بعجين الحنّاء و رسم نقوش مختلفة الأشكال ولعلّ تخصيص ليلة بأكملها خلال فترة الزفاف و تسميتها بـ " ليلة الحنّة " يقف دليلا على ترسيخ هذه العادة منذ القِدم .تظهر نقوش الحنّاء في الكفِّ و الأقدام تماما مثل الوشم فتضيف للعقد و الحُليّ لمسة جماليّة ، وهي ظاهرة في الأعراس التونسية من الشمال إلى الجنوب 
تحتوي أوراق الحنة على مواد جليكوسيدية مختلفة اهمها المادة المعروفة باسم اللاوسون وهي مسؤولة عن التأثير البيولوجي طبيا و كذلك مسؤولة عن الصبغة واللون البني المسود.. و تستعمل الحناء لعمل نقوش جميلة هندسية مختلفة على ايدي النساء و اقدامهن.. وكانت اهم مادة تجميلية تفننت الماهرات من النساء في نقشها واخراج صاحباتها في مظهر أنيق.

حنة ليدين حامية لهذاب... امغطية ع العين كل ضباب
حتى العينين امحورة رباني.. خايفة لايمطر غيم سحاب
حنة ونقيشة امسطرة في كتاب... جالبة لنظار م اللحباب
ديمة اصيلة في تراثنا مرغوبة.. اتزيدك زين يا محبوبة
وتفكرنا ابعادات ابناتنا المطلوبة ... حتى تجميلهم جذاب
حنة ليدين حامية لهذاب ... امغطية ع العين كل ضباب