المجتمع القرطاجي


امتلك القرطاجيون مهارات عالية في بناء السفن التي استخدموها للسيطرة البحرية على مدى قرون ، كما عُرفوا بمهارتهم و خبرتهم في خوض غمار البحار، فسعوا للبحث عن أسواق و آفاق جديدة فأبحروا صوب الأماكن المجهولة في تلك العهود ومن هذه الرحلات رحلـة هملكـون هذه الرحلة القرطاجيـة التي انطلقت من الساحل الأطلنتي بالتحديد شمال مضيق هرقل و ذلك  خلال منتصـف القرن الخامس قبل الميلاد ، و قد استطاع من خلالها " هملكون " من اكتشاف ساحل شبه جزيرة إيبيريا ، و توغّل في شواطئ فرنسا و البرتغال و بريطانيا.... ثم رحلـة ماغـون: وهي الرحلة القرطاجية المهمة بإفريقيا و التي انطلقت من الشاطئ الليبي حتى حوض النيجر تحديدا حيث استطاع القرطاجيون جلب عدد كبير من العبيد و كميات من الذهب و العاج ، ثم نجد رحلـة حانـون و هي الرحلة القرطاجية التي قادها حانون نفسه انطلاقا من الساحل الأطلنتي جنوب مضيق هرقل و ذلك في القرن الخامس قبل الميلاد  و التي مكنت من اكتشاف الساحل الإفريقي  إلى حدود خليج غينيا حيث أقاموا مراكز تجارية .
تكون المجتمع القرطاجي من صنفين اجتماعيين هامين : المواطنون و غير المواطنين فالمواطنون  يعيشون داخل مدينة قرطاج و يتمتعون بجميع الحقوق و لا يدفعون الضرائب, اما غير المواطنين فيقيمون خارج المدينة و يدفعون الضرائب و لا يساهمون في الحياة السياسية ، و قد استطاع سكان قرطاج المحافظة على التقاليد البونية الفينيقية و برزت مهارتهم في مجال التجارة و استطاعوا السيطرة على الجهة الغربية للبحر المتوسط على مدى قرون عديدة ففي سنة 753ق م ظهرت للوجود قوة جديدة عاتية ألا و هي روما التي أشعلت نيران حروب كثيرة و نافست قرطاج مما أدّى إلى نشوب حروب سميّت بالحروب البونية و تم خلالها عبور سلسلة البيريني و سلسلة جبال الالب على ظهور الفيلة و التي انتهت بهزيمة القرطاجيين لصالح روما التي ازدادت عظمة و قوة ، اتفقت العديد من المصادر على أنّ قرطاج كانت تزوّد بالماء المجلوب من عيون زغوان ، على بعد 70 كلم بواسطة قنوات الحنايا، المدرّج الذي عذّبت فيه القدّيستان بربتو و فيلستي في القرن الرابع ثم نجد بازيليكا داموس كاريطا و أيضا المسرح الذي أعيد ترميمه و تأهيله لاستقبال مهرجان قرطاج الدوليّ, و كذلك حيّ الأوديون الذي يحتوي على بقايا منازل و إعادة تشكيل لمسكن يسمى منزل المطيرة. و في اتجاه الشرق على شاطىء البحر دون أن ننسى حمّامات أنطونينوس و منتزه أثريّ يحتوي، بالإضافة إلى المنشآت الاستحماميّة التي تعدّ من أوسع ما بني منها في القرن الثاني على آثار لعدد كبير من البنايات منها مساكن و معابد تنتمي إلى عصور مختلفة و قبور يعود بعضها إلى العهد البونيّ .