التغنّي بالموطن
ظلّ التفاخر بالموطن هاجس كل فرد تقاذفته أمواج الغربة فتدفّق فيه الحنين إلى الأرض الأم ، لذلك أرّخت الذّاكرة الشعبيّة هذه الأحاسيس في أغاني تردّد صداها في أرجاء البلاد و توهّجت أنفاسها داخل صدور المهاجرين و الغائبين عن أوطانهم ومن هذه الأغاني ما عرف بأغنية جزيرة قرقنة من ولاية صفاقس :
ياللّي ماشي للجزيرة
ياللّي ماشي للجزيرة خبّرهم عن حالي من ملّيتة للعطايا وْ خبّرهم عن حالي هاي
شاهي انزورو اولاد قاسم زاد ونزور سيدي الحاج علي وْنتلمو كي العادة ..
انحب انزور وْلاد بوعلي الرملة واللّحمادة الكلاّبير و الشط الشرقي و النّخيل العالي هاي
نِبكي بدموعي قطّارة و بعيوني لثنينْ و طبّال امعاهم زكّار وْ رحلو في الستّينْ
رحلو في الستّين علينا ما كبرها لعمار لوحيشي راح وْخلّى بينا وْمنصور القصّار
وحنا امعاهم ياما امشينا وْعدّينا مشوار وْ قولو مْعانا يا حفّار يرحمهم آمين هايْ
***
ياللّي ماشي للجزيرة خبّرهم عن حالي من ملّيتة للعطايا وْ خبّرهم عن حالي هاي
قالو الحضري وْ سعد القُطّي وْبنت مْع منصور خلاّوونا العادة تجري زُكرة مْع طنبور
عيني شافت الغشّيرة بنت أحداش انعام هاي وْ قالولي في السن صْغيرة ماضفرتْ قمّام هايْ
نعطيك اتماثيل نْهوده ورد اللّي امفتَّح في عوده ونت يا قد العجرودة اتقول سرول في جْنانْ
نعطيك تْماثيل انيابه تبروري في عام الصابة ونت يا قد العنّابة اتقول سرول في جْنانْ
ياللّي ماشي للجزيرة خبّرهم عن حالي من ملّيتة للعطايا وْ خبّرهم عن حالي هاي
و تحمل الذّاكرة الشعبية أيضا عديد الدلالات فيتغنّى بها أهالي الجهات الداخليّة بالبلاد التونسية متفاخرين بماضيهم و موطنهم و نذكر على سبيل المثال لا الحصر أغنية عرفت مع الفنّان الموسيقار رضا القلعي وهي :
دِز جْوابين الجربة
دز جوابين و سلملي على كحيل العين جربة
آااه محلاها تونس .. آااه بلادي مزيانة
آااه ، رملة بوجعفر ..آااه بلادي يا تونس
دز جواب القلاّلة
دز جوابين سلملي عْلى بنت الخالة ..
دز جوابين و سلملي على كحيل العين جربة
آاااه بحرك يا جربة آااه طْويلة شطآنة ..
آااه ياوْسكّر باجة .. آااه نعمة سليانة ..
آاااه والطير الشادي غنّى عْلى غْصانه
آاااه و الرمل امذهّب .. آااه ترتع غُزلانه ..