زاوية الجديدي بالقيروان


أشار ابن ناجي في كتابه "  معالم الايمان " أنّ " كلّ بلدة من عمالة  القيروان غالب الحال أنّ فقيهها قرأ بالزاوية ( زاوية الجديدي ) و كذلك كثير ممن قرأ فيها بالبادية و يصل إليها الناس للقراءة من أقصى المغرب "  إطعام الوافدين من المحتاجين أو غيرهم وفي ذلك يقول ابن ناجي في " إنّ زاوية أبي يوسف الزعبي بالمدينة ، كانت مجهزة لهذه المهمة ( أي الضيافة و الإطعام ) ، فقد " كان عنده مطمورة تَسَعُ ثلاثمائة قفيز" ثم  برزت الزاوية الصوفية من خلال التكفّل و " إقامة رسوم الفقراء في التّخلق بآداب الصوفية السنيّة في مطارحة الأفكار ونوافل الصلوات " . وقد ضبط أحد شيوخ ابن ناجي وهو أبو عبد الله محمد بن شبل وظيفة الزوايا بقوله : " الشيوخ يعملون الزوايا ليصطادوا بها صالحا "  ولعلّ هذه الوظيفة هي التي اشتهرت بها الزاوية عموما وعُرفت بها أساسا لدى العامة والخاصّة حيث طغى على نشاطها المنحى الروحي بالمعنى الصوفي للمصطلح. وكانت زاوية أبي عمران موسى المناري بالقيروان  من أبرز الزوايا التي أرست هذه الوظيفة بممارسة رياضات صوفية.

و نلاحظ في هذا التطور لوظائف مؤسسة الزاوية أنّ نشاطها تواصل على مستويين : الأوّل الزوايا المختصّة في وظيفة علمية أو روحية أو اجتماعية ، و الاخر الزوايا ذات الوظائف الكثيرة المتداخلة ، وقد تعايش الصنفان وتطوّرا في أداء تلك الوظائف حتّى استوعبت الزاوية جلّ النشاط الديني والعلمي والاجتماعي وأضحت ترتادها شرائح متنوعة من المجتمع وأصبح لديها نوع من النفوذ والحضور وهو ما استدعى خطب ودّها والتعاون معها ومحاولة توظيفها على نحو أو آخر من قبل السلطة السياسية ، إلى درجة أنّ الحُكّام خاصة في العهدين الحفصي والعثماني ، أسهموا في تأسيس الزوايا ولم يعد إنشاؤها حكْرًا على الشيوخ والمتصوفة عموما .


و يوجد بالقيروان كذلك :
زاوية سيدي عمر عبادة بناها محمد الصّادق باي سنة 1276هـ/1859م.
زواية سيدي عبيد الغرياني ، وهو عبيد بن يعيش أصيل جبل غريان بطرابلس. ظلّت زاويته على مرّ السنين مأوى لطلبة العلم والغرباء، ودفن بها عند وفاته سنة 805هـ/1402م.
الزاوية العوانية بناها حسب المشهور الأمير حسين باي الأوّل الذي تولّى الحكم من سنة 1705 إلى سنة 1735م. وقد ضمّت ضريح محمد العواني الشريف النّسب المتوفى سنة 1110هـ/1698م.


المراجع : 
كتاب " المعالم "  ص 152 لابن ناجي