بُوتِلّيـــــــــس


نص  : جلال بن ميلود التليلي (فريق تراثي التونسي)
تسجيل صوتي : فريق تراثي التونسي
جميع الحقوق محفوظة للكاتب 


كان ياما كان في قديم الزْمان .. وفي سالف العصر و الأوان هايْشة كْبيرة تزدم ماتولّيش اسمها  بُوتِلّيـــــــــس .. يْقولو الجدّايات اللّي الإنسان في النّوم يْحِس بجنيّ يْشِد فيه من رقبتو  ويبدا حابسلو أنفاسو و مايْخلّيشي يِتكلّم وْكان تنفض و صرخ ما يسمعو أحد .. برشا حسبو لحكاية  مجرّد كْوابيس أحلام وْ شافوها برشا أخِصّائيين في علم النّفس حاجة اتْجي للبشر وْهوّ بين يقظة وْنُوم وْهيّ  مرتبطة من غير شك يالمشاكل وقت النّوم اللّي اتصير للإنسان . سمّاه الطْبيب العربي  " ابن سينا "  في كْتاب " القانون " امتاعه بـ " الخانق" كيما سمّوه ناس أُخرين " الجاثوم " .. 
وقتلّي  كنّا  صْغار  كان ها البوتلّيس شادنا في فْرشنا في الدّارْ .. وكنا انجيبو معانا بجنب الفرش مشرب الما ..في الصيف ولاّ في الشْتا .. كي نرقدو و يسيطر عْلينا النوم إيجي البوتليس وْ يِتحدف على صدورنا ، هاالهايْشة ثقيلة مايْنجّم حد ايزحزحها من فوقه ، تتشقلب إمين ولاّ ايسار شيْ اتْصيح مايسمعك حد ، كان لعرق شِرتِلاّ و النفس طالع هابط و البدن في حالة حْليلة ، نهار م النهارات .. هجم على وْليّد  هالبوتليس في نفس اللحظة التي صاحت فيها أختو في الشيرة لُخرى م البيت و فاقو لثنين ايصيحو ياخي البنيّة قالت إلْخوها : " حتى إنتِ جاك البُوتلّيسْ ؟  الزوز اطلعنا امْتاعيسْ ".   البوتلّيس خنقتو صْعيبة .. رْزينْ عفسْتو عْجيبَة .. وْ حتى المنعة من تحتو غْريبة .. الرّاقد ابساقيه ايعارِك ويديهْ اتفك في شيْ ماهو ملموسْ .. وْ في العَرْقْ اتْحُوسْ .. في قْديم الزْمانْ .. الوالدين فهمونا كي نغلطو ايحاسبونا .. باِلبُوتلّيس ايعاقْبونا .. عْلى عمالْنا الدونيّة .. و الجَدْ خَلّى وْصِيّة ..إلكل وْليِّدْ وِبنيّة ..