تشير المصادر التاريخية أن الذي بنى الجامع الكبير بسوسة هو الأمير أبو العباس محمد ابن الأغلب وهو الذي اختار له موقعا وسطا بين دار الصناعة و قصر الرباط ليكون موقعا قريبا يسهل الوصول إليه وقد بني سنة 236هـ و استغرق أشهر لانجازه فقد شهدت عمارته تميّزا مُلفِتًا للانتباه فاحتوى على محراب خشبي متحرك و به قطع من الحجارة رصّفت عليها أشرطة مطاطية إضافة إلى أنّ الجامع قد اتّخذ شكلا مربّعا توسّطته ساحة واسعة ثم قاعة صلاة من الجهة اليمنى و أروقة من الجهات المتبقّية . تمركز هذا الجامع في منطقة تطلّ على البحر و رغم شكله المتواضع فقد صارت عليه تحويرات خلال العهود المتلاحقة و ظلّ مشعّا ومستقطبا للمصلّين من مختلف المنطق القريبة .وهو ثابت بأنفاس القرن الحادي عشر ميلادي شاهد على تاريخ مضى و لكنه ظلّ راسخا في الأذهان .