الاعتقادات السائدة


الاعتقاد في الطبيعة :
اعتقد الأهالي في عديد الحيوانات و الطيور قديما و اعتبروها مصدر خير أو مصدر شؤم ، أمّا المطر فهو دليل خير و بركة و لذلك يسمّونه الغيث النّافع و الرحمة  و كان الأهالي يتفاعلون بالزواج عندما تنزل المطر أثناء العرس أو عند ذهابها إلى بيت الزوجية فتردّد النسوة في ابتهاج قائلات :

الله يجعلك يا زينة .... بشبوب المطر جيتينا .
و في سنوات الجفاف يستجلب الأهالي الغيث بصلاة الإستقساء :
أمّك طنبو بسخيّبها ... طلبت ربّي ما يخيّبه

و يُرجعون كل ما يطرأ عن الطبيعة إلى مصدر غيبي فتفجير الماء مثلا ينسبونه إلى الأولياء الصّالحين و الرياح إلى الملائكة و العفاريت .و من العادات المعروفة إقامة الإحتفالات لينابيع الماء حتى تواصل تدفّقها و يقدّمون لها الذبائح و يُطعمون الناس ..


  الاعتقاد في الأولياء الصالحين :
إذا مات وليّ صالح أُقيمت له زاوية خاصة و جُنّد أتباعه المتحمّسين لخدمة زائريه .. فلقد اختصّ الأولياء بالكرامات و أصبحوا مقصد الدراويش و المصابين ببعض الأمراض العصيّة ، فأصبح أماكنهم مقدّسة و مزارا  يتيمّن به البدو و يكرمونه بالذبائح و الأطعمة و لكل قرية أو قبيلة جد صالح يُزار و يمنح البركة للزوّار و ينتصب شيخ من أحفاده وليًّا يقبل " الوعدة " أي النذر من الزّائرين . 


الاعتقاد في الجن : 
يعتقد الأهالي قديما أنّ الجِنّ يحمي الرماد و الدماء وهم يُحذّرون أبنائهم من دوْس أو تخطي الدماء و الرماد كما يُحذّرون من رمي الماء الوسخ أو السّخن دون أن يصحبه ذكر الله حتى لا يُصيب جنّيًّا مارًّا فيردّ الفعل ، و هناك جنّ كافر يُؤذي المسلمين من الإنس ، و يعتقد الأهالي أنّ للجن مكاسب من حيوانات بريّة معروفة مثل الغزال زهز " معيز الجن " لِلبنه و لحمه و الأرنب " أحمرة الجن " 


الاعتقاد في السحر :

تقوم السّاحرة بدور مهم في اعتقادات الأهالي قديما فإذا ما أراد شخص أن يؤثّر على شخص آخر فما عليه إلاّ أن يذهب إلى الساحر أو العرّاف و معه خصلة من شعر أو أظافر أو قطعة لباس .. فيقرأ الساحر التعاويذ الشعوذيّة السحرية عليها بهدف التأثير على مالكها الأصلي ، و هناك السحر السلبي و السحر الواقي و المؤذي و سحر يهدف إلى المحبة .و الجلب ..


الاعتقاد في العين :
بالنسبة للطفل الجميل مثلا يختار الأهالي قديما له أشأم الأسماء حتى لا تصيبه العين كاسم العيفة أو غراب مثلا كأنّ هذه الأسماء حرز له من العين ، أمّا بالنسبة للمصاب فإنّهم يرقونه بِرُقيا تحفظها النساء خاصةو صورها أن يرقد المصاب بالعين على ظهره ممدّدًا و تجلس بجانبه الراقية و تشترط فيها أن تكون الرقيا معطاة لها أي أنّها ورثتها فيأتونها بعود أو مغرفة سقاء و بعصابة سوداء فتربط طرف العِصابة في شكل عُقدة ثم تقيس العِصابة بذراعها و تضع في نهاية الذراع شوكة أو عود صغير ثم تضع مثلها في نهاية الذراع الثاني و مثلها أيضا في الذراع الثالث ثم تجمع العِصابة كلها في يدها و تشرع في تدوير يدها الحاملة للعصابة على رأس المريض سبع مرّات و تقرأ :

يا نفس يا نْفيسة .. أُخرجي من هالفْريسة
وْكانك من الرْجال ... أخرجي م الجْبال
وْ كانك من لخدمْ .. أخرجي م القْدم
وْكانك من باباها ... أخرجي من قْفاها
كانك من النْسا ... أخرجي من الكْساء


محمد الأمين محجوب