سلطان الذهب


نص  : جلال بن ميلود التليلي (فريق تراثي التونسي)
تسجيل صوتي : فريق تراثي التونسي
جميع الحقوق محفوظة للكاتب 


كان ياما كانْ .. في بر لملوك و الرعيانْ .. وين ايقَدْسُو السلطان .. المحاط بالجواري و الغِلمان .. سلطان مشحاح بْخيل .. مايخرج كان وسط الخيل .. وْ مايْخرِّج لفلوس كانْ مايسهر عْليهم الليل .. يحسب ويعيد .. ويخمّم في كل عَدّة اتزيد .. لا يصدّق منها في عيد .. وْلا يتكرّم وْلا يِهدي وْلا يْضيّف قْريب وْلا بْعيدْ.. شيْ مايخرج من خزانتو المليانة فلوسْ .. وْمايقربها كان السُّوسْ ..

ليلة م الليالي بان التعب برشا عْليه .. و النوم طار من عينيه .. مع الفجر اهبط للجنينة ..و قعد ايخمم ياخي اتحل في وجهو باب العرش ..وهو مازال مادخلش للفرش .. قالّو : " اطلب آش اتحبْ " ياخي بهت مِ اللعْجبْ .. وْ قال : أي حاجة انحط عليها ايدي تْولي ذْهبْ .. و من بعد انسى لحكاية .. وقعد ايتمتم بغناية .. حتى ضوت الدنيا وطلع الصْباح .. وْ كي قام شاف وردة كي اتشوفها العين ترتاح .. حمرا كبيرة ورقتها كيف الجْناح .. امقوسة و العطر منها فاح .. حب اينحيّها ياخي حس بيها اكساحت جا ايثبّت فيها يلقاها ولّت ذهب .. كانت حمرا تتمايل مع النسمة .. ولت صفرا جامدة م الحشمة .. ماصدقش زاد مس وردة ُأخرى .. وهو فرحان وْ حاسس بالفُخرى .. مادام ولت ذْهب .. شي ولّى عْجبْ ..زاد حط ايده ع الكرسي صْفارْ .. شهق ورقص م الفرحة .. و هربت عْليه السّرحة .. حْمد ربي عْلى الخيراتْ ..  وْ هَزْ خبّى الكرسي و الورداتْ ..

 زاد خْرج للجنينة يلقى عسكري تِكبسْ وْحيّاه ..  لِينْ قريب ايطيح من كتفه السْلاحْ .. و السلطان  من غير مايُشعر مد إيده وْشد السلاح .. في الحين ولّى ذْهبْ .. زْربْ وْقف وْشد في العسكري ياخي ولّى صْنم .. عسكري بسلاحه تمثال .. فيه م الذْهب أشكال .. اتفاخر وقال حتى حد من السلاطين كيفي .. لا في ثروتي لا في توصيفي .. وْ قرّر باش يستولى عْلى المماليك الكل ... نادى الخدام و صفقلهم ..  جيبو فطور الصباح .. وْ حضروا الجواري لِمْلاح ..في الحين المايْدة تِمْلتْ .. وْ بنتهْ ليهْ جْرَتْ.. : صباح الخير بابا .. طَبستْ عْليه وْ تِرْمَتْ .. رْمى يديه باش ايعنّقها كي العادة .. 
حط ايده على كتفها جمدتْ .. وَلتْ بالذْهبْ اِمْلَبْسَة .. صَنبَةْ ذْهبْ امْطبسَة .. وْ باقْية تضحك ورموشها واقفينْ ، وايديها مايْلينْ .. وْ خصلاتْ شْعرْها طايْرينْ .. وقتها خافْ وراسه اتسمّرْ بين لكتافْ ..و ابدا اينادي جيبو الطُبّة .. جيبو العزامة ، أعمْلو هَبّة .. الكلهم مانجّمو يعملولها شيْ .. هْبِلْ و طلعتله السخانة .. وْ ماعادش حِس إلْضِحكتَه الرنّانَة .. عْطش ، هَزْ مَشرب المَا .. ولّى ذهب هو و المَا .. حط يديه عْلى قالب الجْبِنْ .. اصفار وَلّى ذْهبْ زَادْ سْخِنْ .. مَسْ الخبز اصفارْ .. مَسْ لعظم اصفارْ .. وَلى يِجري  محتارْ .. وعرف روحه باش ايموتْ .. وْ باش ايفوتْ فيه الفُوتْ .. وبدى يبكي وْ يُضرب في وجهه.. حتى فاق م الحلم .. شهق وحمد ربّي .. وحلف شيْ ماعاد ايخبّي .