النّسيج


تقدم النسوة  اللاتي تسكنّ الأرياف و البادية على غزل الصوف بطريقة يدوية قديمة ورثنها عن جدّاتهن و تناقلنها أمانة للبناتهنّ  وقد حافظن على الأدوات التقليدية لإنجاز هذه الحرفة ومنها المشط والمغزل واشتغلت النّسوة على توفير قوتهن و مستلزمات بيوتهن من أغطية صوفية و من مفارش وأغطية يدوية الصنع وذلك بسبب الحاجة إلى التدفئة في البرودة الشديدة  و عندما نتحدّث عن المواد الأوّليّة لغزل الصوف لا يفوتنا الحديث عن المادة الرئيسية وهي صوف الأغنام الذي  يُجمع وتنظفه النساء ويمشطنه.ثم  يحوّل إلى خيوط خشنة يقع لفّها لكي تستعمل في الغزل فيما بعد  


و تقوم النساء في معظم الجهات التونسية خصوصا الكبيرات في السن بتعليم الفتيات اللاتي انقطعن عن الدراسة ، حتى يتقنّ هذه الحِرفة و حتى لا تندثر و تتلاشى في خضمّ التطوّر التكنولوجي الذي شغل و يشغل هذا الجيل و الأجيال القادمة فتركّزن في تعليمهن على طريقة صنع وغزل الصوف و كيفية التعامل مع صوف الأغنام بشكل يجعل منه مادة سهلة أثناء القيام بالغزل وبذلك  يتعلّمن كلّ مراحل غزل الصوف انطلاقا من عملية الجزه  ووصولاً إلى عملية إنتاج الخيوط والأقمشة والسجاد و غيرها .