أغاني فترة الولادة والرضاعة


تتميّز الأغنية الشعبية بالاستمراريّة و الغوص في الذّاكرة الجمعيّة دون الحاجة إلى التدوين  و الكتابة .. لذلك فهي تصاحبنا منذ الصغر مع تغيّر الأزمنة تظلّ شاهدا على عصور خلت فهذه الأغاني عموما تصاحبنا انطلاقا من فترة الولادة و حتى الخِتان أو فترة اللعب و فترة الزواج ، بالفعل الأغاني الشعبية ترافقنا في مراحل  العمر ..  و تبرز هذه الأغاني عادة من خلال حرص الأم على رعاية مولودها و تمنّياتها له أو لها بحياة سعيدة و من خلال حرص الولاّدة على حياة الأم  فتدعو لها باليُسر دون العُسر أثناء الولادة و ذلك بترديد مقاطع غنائية مثل ( يا قابْلة يا مقبولة )  وقد تواجدت هذه الظاهرة لدى العديد من أهالي المناطق التونسية و أكّدتها الرغبة في سلامة الأم لهول ما عانوْه من مصائب حيث ماتت العديد من الأمّهات خلال الولادة هي إذن أغاني تبارك و طرح الأمل في قيام الأم بصحّة جيّدة بعد نزول المولود. أما فترة الرضاع فتتردّد خلالها أغاني التربيج التي تُتمتم بها الأم  لابنها أو ابنتها في المهد حتى يأخذه أو يأخذها النوم وهي تحتوي على مضامين للتباهي بجمال المولود و صحّته كالتّالي :.
سعـــــدي بيه سعدي بيه
إن شاء اللّه يكبر ونربّيه
وتغنّــــــــي الغنّايه عليه
ونفـرح كيف الخير يجيه
وتظل الأغاني الشعبية شاهدا على تقاليد قديمة تتناقلها الأجيال عبر الأزمنة.